الجزائر تشجع منتخب الفراعنة رغم إهانة المصريين
صفحة 1 من اصل 1
الجزائر تشجع منتخب الفراعنة رغم إهانة المصريين
ذكرت مواقع وقنوات إخبارية أن جماهير الجزائر قررت تشجيع منتخب مصر في مواجهة نيجيريا، لأن الفريق النيجيري يضم لاعبين محترفين في الدوري الإسرائيلي.
هذه هي دائماً القضية الفلسطينية توحد العرب بعد أن تفرقهم، وهذا هو الشعب الجزائري، تحركه روح الانتماء العربي والإسلامي عميقة، تدفعه إلى مواقف قومية مهما أوقعته روح التعصب الوطني في مشاكل مع بعض أشقائه، ومهما حاولت قوى فرانكفونية قليلة العدد فعالة التأثير إبعاده عن أمته.
انتهت حرب كرة القدم بين مصر والجزائر بالتعادل، حتى لو كانت معركة أم درمان قد انتهت بفوز جزائري سبقه فوز مصري في معركة شوارع القاهرة، أما المعركة الإعلامية فقد هُزمت فيها الجزائر باقتدار أمام الإعلام المصري بطيفه الواسع وقنواته المتعددة، ولكن مصر لم تنتصر بعد أن تقزَّم حجمها الإعلامي من صوت العرب التي تدعو لتحرير بلاد العرب من المحيط إلى الخليج إلى منصات للردح الردئ، وبعد أن تم إقصاء مثقفيها وعقلائها لصالح مجموعة من الغوغاء الذين تباروا في "الشتيمة"، في مشهد أساء لمصر وجرح الجزائريين.
تعادل البلدان، ولكن كلاهما خاسر، والخاسر الأكبر روح الأمة التي شهدت انقساماً غير مسبوق، لا يقل كثيراً عن الانقسام الذي سببه الغزو العراقي للكويت، ومن قبله الفتنة الكبرى بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، والسبب كرة جلدية حقيرة يسمونها كرة القدم.
أظهر النظامان حكمة متأخرة عندما لم يركبا موجة التصعيد، وتركا النار الإعلامية تأكل نفسها، نعم لم يحاولا قط إطفاءها، ولكنهما على الأقل توقفا عن إيقادها في الخفاء.
رغم استمرار بعض التعصب، والشعور بالإهانة، فإن المزاج العام في مصر أصابه بعض التعقل، بعد أن كان البعض في الشارع الغاضب يطالب بالحرب !! وهناك شعور محدود بدأ ينمو بالخجل من أن كل هذا يحدث بسبب مباراة لكرة القدم، الأهم أن عدداً يتزايد من المصريين بعد هدوء الأوضاع يعترف بأن هناك أخطاء من الجانب المصري، مثلما هناك أخطاء من الجانب الآخر، وأعداد أقل بدأت تقر بأن الجزائريين تعرضوا أيضاً للضرب ومشكلات في القاهرة، وأن صورة ما حدث في الخرطوم بولغ فيها، مع استمرار شك من قبل الكثيرين، منهم العديد من العقلاء، بأن الموضوع مدبر بشكل ما من قبل أطراف.
ترك الأزمة تبرد أفضل وسيلة لحلها، أفضل من الوساطة بصرف النظر عن الوسيط، وساطة قد تضطر للبحث عن المخطئ، وهو ما سيحرج النظامان، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ألا يمكن أن تتكرر هذه الأزمة سواء بين البلدين أو بلدين آخرين في ظل استمرار العوامل التي أوجدتها ؟
أخطر ما في الأزمة أن السبب الرئيسي فيها هو الإعلام، مهما قيل عن مؤامرات خفية، سواء للنظامين أو إسرائيل، كما يرى بعض الزملاء الجزائريين المقيمين في القاهرة، والذين صدمهم تحول حياتهم المسالمة - في مدينة الألف مئذنة - إلى جحيم.
الاعتراف بأن سبب الفتنة هو الإعلام يقودنا إلى منطقة خطيرة، فعلينا أن نعترف كإعلاميين وسياسيين وباحثين أننا في سعينا المحموم والمشروع لتوسيع حرية الإعلام في العالم العربي لم ننتبه لمخاطر هذه الحرية، ولو كانت مصر في عهد جمال عبد الناصر أو أنور السادات، وهواري بومدين لما وقع ما حدث.
فوجود مساحة لا تنكر من الحريات الإعلامية في الدولتين سمح بهذه المأساة، خاصة أن الحكومتين اعتبرتا الأزمة ليست من ضمن الخطوط الحمراء التي تضطر الحكومات للتكشير عن أنيابها وتذكير وسائل الإعلام بأننا لسنا دولاً ديمقراطية حقيقية، ومع ذلك فإن كثيراً من الإعلاميين والمثقفين المحترمين والمتحمسين لحرية الصحافة تنموا في هذه الأزمة أن تكشر الحكومتان عن أنيابهما.
الأزمة المصرية الجزائرية يمكن أن توفر ذريعة لوزراء الإعلام العرب لخنق الإعلام العربي، في اجتماعهم القادم في 24 من شهر يناير الجاري لبحث إنشاء مفوضية للإعلام العربي.
وبالطبع سيصرخ الإعلاميون والصحفيون العرب مما سيفعله وزراء الإعلام العرب الذين اجتمعوا على عجل، ولكن هؤلاء المستاءون لم يفكروا يوماً في أن يتوقفوا قليلا عن نقد الحكومات، ويتجهوا لنقد الذات، سواء على المستوى الوطني أو العربي، ولم يفكر أي من أساطين الإعلام العربي وحكمائه في وضع ميثاق شرف عربي مدني، لا تسيطر عليه الحكومات، لوقف الجرائم الإعلامية التي ترتكب من المحيط إلى الخليج، والتي كادت تسبب حرباً بين بلدين عربيين لا يربط بينهما سوى كل خير، وتحول هذا الخير المتبادل إلى أداة للمعايرة والتنابذ، ولولا أن الجغرافيا أبعدتهما عن بعضهما لوقعت هذه الحرب لا محالة، ولم لا، ألم يتحارب أجدادهم في الجاهلية بسبب خلاف حول نتيجة سباق بين فرسين "هما داحس والغبراء" ؟!
هذه هي دائماً القضية الفلسطينية توحد العرب بعد أن تفرقهم، وهذا هو الشعب الجزائري، تحركه روح الانتماء العربي والإسلامي عميقة، تدفعه إلى مواقف قومية مهما أوقعته روح التعصب الوطني في مشاكل مع بعض أشقائه، ومهما حاولت قوى فرانكفونية قليلة العدد فعالة التأثير إبعاده عن أمته.
انتهت حرب كرة القدم بين مصر والجزائر بالتعادل، حتى لو كانت معركة أم درمان قد انتهت بفوز جزائري سبقه فوز مصري في معركة شوارع القاهرة، أما المعركة الإعلامية فقد هُزمت فيها الجزائر باقتدار أمام الإعلام المصري بطيفه الواسع وقنواته المتعددة، ولكن مصر لم تنتصر بعد أن تقزَّم حجمها الإعلامي من صوت العرب التي تدعو لتحرير بلاد العرب من المحيط إلى الخليج إلى منصات للردح الردئ، وبعد أن تم إقصاء مثقفيها وعقلائها لصالح مجموعة من الغوغاء الذين تباروا في "الشتيمة"، في مشهد أساء لمصر وجرح الجزائريين.
تعادل البلدان، ولكن كلاهما خاسر، والخاسر الأكبر روح الأمة التي شهدت انقساماً غير مسبوق، لا يقل كثيراً عن الانقسام الذي سببه الغزو العراقي للكويت، ومن قبله الفتنة الكبرى بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، والسبب كرة جلدية حقيرة يسمونها كرة القدم.
أظهر النظامان حكمة متأخرة عندما لم يركبا موجة التصعيد، وتركا النار الإعلامية تأكل نفسها، نعم لم يحاولا قط إطفاءها، ولكنهما على الأقل توقفا عن إيقادها في الخفاء.
رغم استمرار بعض التعصب، والشعور بالإهانة، فإن المزاج العام في مصر أصابه بعض التعقل، بعد أن كان البعض في الشارع الغاضب يطالب بالحرب !! وهناك شعور محدود بدأ ينمو بالخجل من أن كل هذا يحدث بسبب مباراة لكرة القدم، الأهم أن عدداً يتزايد من المصريين بعد هدوء الأوضاع يعترف بأن هناك أخطاء من الجانب المصري، مثلما هناك أخطاء من الجانب الآخر، وأعداد أقل بدأت تقر بأن الجزائريين تعرضوا أيضاً للضرب ومشكلات في القاهرة، وأن صورة ما حدث في الخرطوم بولغ فيها، مع استمرار شك من قبل الكثيرين، منهم العديد من العقلاء، بأن الموضوع مدبر بشكل ما من قبل أطراف.
ترك الأزمة تبرد أفضل وسيلة لحلها، أفضل من الوساطة بصرف النظر عن الوسيط، وساطة قد تضطر للبحث عن المخطئ، وهو ما سيحرج النظامان، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ألا يمكن أن تتكرر هذه الأزمة سواء بين البلدين أو بلدين آخرين في ظل استمرار العوامل التي أوجدتها ؟
أخطر ما في الأزمة أن السبب الرئيسي فيها هو الإعلام، مهما قيل عن مؤامرات خفية، سواء للنظامين أو إسرائيل، كما يرى بعض الزملاء الجزائريين المقيمين في القاهرة، والذين صدمهم تحول حياتهم المسالمة - في مدينة الألف مئذنة - إلى جحيم.
الاعتراف بأن سبب الفتنة هو الإعلام يقودنا إلى منطقة خطيرة، فعلينا أن نعترف كإعلاميين وسياسيين وباحثين أننا في سعينا المحموم والمشروع لتوسيع حرية الإعلام في العالم العربي لم ننتبه لمخاطر هذه الحرية، ولو كانت مصر في عهد جمال عبد الناصر أو أنور السادات، وهواري بومدين لما وقع ما حدث.
فوجود مساحة لا تنكر من الحريات الإعلامية في الدولتين سمح بهذه المأساة، خاصة أن الحكومتين اعتبرتا الأزمة ليست من ضمن الخطوط الحمراء التي تضطر الحكومات للتكشير عن أنيابها وتذكير وسائل الإعلام بأننا لسنا دولاً ديمقراطية حقيقية، ومع ذلك فإن كثيراً من الإعلاميين والمثقفين المحترمين والمتحمسين لحرية الصحافة تنموا في هذه الأزمة أن تكشر الحكومتان عن أنيابهما.
الأزمة المصرية الجزائرية يمكن أن توفر ذريعة لوزراء الإعلام العرب لخنق الإعلام العربي، في اجتماعهم القادم في 24 من شهر يناير الجاري لبحث إنشاء مفوضية للإعلام العربي.
وبالطبع سيصرخ الإعلاميون والصحفيون العرب مما سيفعله وزراء الإعلام العرب الذين اجتمعوا على عجل، ولكن هؤلاء المستاءون لم يفكروا يوماً في أن يتوقفوا قليلا عن نقد الحكومات، ويتجهوا لنقد الذات، سواء على المستوى الوطني أو العربي، ولم يفكر أي من أساطين الإعلام العربي وحكمائه في وضع ميثاق شرف عربي مدني، لا تسيطر عليه الحكومات، لوقف الجرائم الإعلامية التي ترتكب من المحيط إلى الخليج، والتي كادت تسبب حرباً بين بلدين عربيين لا يربط بينهما سوى كل خير، وتحول هذا الخير المتبادل إلى أداة للمعايرة والتنابذ، ولولا أن الجغرافيا أبعدتهما عن بعضهما لوقعت هذه الحرب لا محالة، ولم لا، ألم يتحارب أجدادهم في الجاهلية بسبب خلاف حول نتيجة سباق بين فرسين "هما داحس والغبراء" ؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى